رمضان يكون قد صام, وأدي ما كلف به... والحقيقة غير ذلك, فالامتناع عن هذه الأمور مجرد مظهر مادي. .. لكن الصوم كما يريده الله يتطلب أمورا أخري يمكن أن ندركها حين نطالع الآيات القرآنية التي فرض الله فيها صيام الشهر الكريم. ونلاحظ في القرآن الكريم أن الله بدأ آية الصوم بخطاب المؤمنين: يا أيها الذين آمنوا وختمها بقوله تعالي: لعلكم تتقون و لعلكم تشكرون فوصف الإيمان الذي خاطب الله به عباده هو أساس الخير ومنبع كل الفضائل التي يحرص عليها الاسلام والتقوي هي روح الإيمان وسر النجاح في علاقة المؤمن بربه, وبالناس جميعا إذ هي في معناها الواضح: فعل كل ما أمر الله به وترك كل ما نهي الله عنه هكذا نجد في الآيات بيانا واضحا علي أن الصوم المطلوب هو الإمساك عن كل ما يتناقض مع الايمان, ولا يتفق مع فضيلة التقوي, ومراقبة الله عز وجل, وفعل ما أمر به وترك ما نهي عنه, وعلي هذا فالذي يتجه إلي غير الله بالقصد والرجاء لا صوم له, والذي يفكر في الخطايا, ويشتغل بتدبير الفتن والمكائد, ويحارب الله ورسوله في جماعة المؤمنين ويفرق صفوفهم لا صوم له, والذي يطوي قلبه علي الحقد والبغض والحسد والعمل علي تفريق الأمة وإضعاف سلطانها لا صوم له. فالصائم في نظرة الاسلام ملك في صورة إنسان لا يكذب, ولا يشي ولا يرتشي ولا يستغل ولا يخادع ولا يرفع الأسعار علي الناس, ولا يحتكر ولا يأكل أموال الناس بالباطل... وهذا هو المعني الحقيقي للصوم, كما قال صلي الله عليه وسلم: ليس الصيام من الأكل والشرب, وإنما الصيام من اللغو والرفث.
No comments:
Post a Comment