Monday, September 17, 2012

تذكرة دينية


تذكرة دينية للشيخ عاهد
ويل للمطففين
في الآية ذم التطفيف والخيانة في الكيل والوزن ، أي : لأنه من المنكر فهو من المحظورات أشد الحظر ، لما فيه من أكل أموال الناس بالباطل في الأخذ والدفع ، ولو في القليل ؛ لأن من دَنُؤَت نفسُه إلى القليل دل على فساد طويته وخبث ملَكته ، وأنه لا يقعده عن التوثب إلى الكثير إلا عجز أو رقابة . قال ابن جرير : وأصل التطفيف من الشيء الطفيف ، وهو القليل النزر . والمطفِّف : المقلِّل حق صاحب الحق عما له من الوفاء والتمام في كيل أو وزن. والذي تطمع نفسه بالشيء الحقير كسبا من مال غيره دل ذلك على دناءة النفس عنده وعدم الرضى بما قسم الله عز وجل وقصَّ الله تعالى علينا أنه أهلك قوم شعيب ودمرهم على ما كانوا يبخسون الناس في الميزان والمكيال . وفي تأثر الويل للمطففين بما ذكر في هاتين الآيتين مبالغات في المنع عن التطفيف وتعظيم إثمه ،
ووجه ذلك -كما لخصه الشهاب- ما مضمونه انه ذكر الشيء الطفيف الحقير وقرنه باليوم العظيم(ألا يظن أولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم).ليدل على استعظام ما استحقروه , فليس في ميزان الله شيء حقير .والحكمة اقتضت أن لا تهمل مثقال ذرة من خير وشر .
وعنوان رب العالمين للمالكية والتربية الدالة على أنه لا يفوتهُ ظالم قويّ ، ولا يترك حق مظلوم ضعيف . وفي تعظيم أمر التطفيف إيماء إلى العدل وميزانه ، وأن من لا يهمل مثل هذا كيف يهمل تعطيل قانون عدله في عباده ؟ وناهيك بأنه وصفهم بصفات الكفرة . فتأمّل هذا المقام ، ففيه ما تتحيّر فيه الأوهام
محاسن التأويل .جمال الدين القاسمي بتصرف يسير .

No comments:

LinkWithin

Related Posts with Thumbnails