Wednesday, August 18, 2010

من مقالة الأهرام


رمضان يكون قد صام‏,‏ وأدي ما كلف به‏...‏ والحقيقة غير ذلك‏,‏ فالامتناع عن هذه الأمور مجرد مظهر مادي‏. ..‏ لكن الصوم كما يريده الله يتطلب أمورا أخري يمكن أن ندركها حين نطالع الآيات القرآنية التي فرض الله فيها صيام الشهر الكريم‏.‏ ونلاحظ في القرآن الكريم أن الله بدأ آية الصوم بخطاب المؤمنين‏:‏ يا أيها الذين آمنوا وختمها بقوله تعالي‏:‏ لعلكم تتقون و لعلكم تشكرون فوصف الإيمان الذي خاطب الله به عباده هو أساس الخير ومنبع كل الفضائل التي يحرص عليها الاسلام والتقوي هي روح الإيمان وسر النجاح في علاقة المؤمن بربه‏,‏ وبالناس جميعا إذ هي في معناها الواضح‏:‏ فعل كل ما أمر الله به وترك كل ما نهي الله عنه هكذا نجد في الآيات بيانا واضحا علي أن الصوم المطلوب هو الإمساك عن كل ما يتناقض مع الايمان‏,‏ ولا يتفق مع فضيلة التقوي‏,‏ ومراقبة الله عز وجل‏,‏ وفعل ما أمر به وترك ما نهي عنه‏,‏ وعلي هذا فالذي يتجه إلي غير الله بالقصد والرجاء لا صوم له‏,‏ والذي يفكر في الخطايا‏,‏ ويشتغل بتدبير الفتن والمكائد‏,‏ ويحارب الله ورسوله في جماعة المؤمنين ويفرق صفوفهم لا صوم له‏,‏ والذي يطوي قلبه علي الحقد والبغض والحسد والعمل علي تفريق الأمة وإضعاف سلطانها لا صوم له‏.‏ فالصائم في نظرة الاسلام ملك في صورة إنسان لا يكذب‏,‏ ولا يشي ولا يرتشي ولا يستغل ولا يخادع ولا يرفع الأسعار علي الناس‏,‏ ولا يحتكر ولا يأكل أموال الناس بالباطل‏...‏ وهذا هو المعني الحقيقي للصوم‏,‏ كما قال صلي الله عليه وسلم‏:‏ ليس الصيام من الأكل والشرب‏,‏ وإنما الصيام من اللغو والرفث‏.‏


No comments:

LinkWithin

Related Posts with Thumbnails